مرض شلل الرعاش أو الباركنسون (Parkinson's disease) هو أحد الأمراض التي قد تكون مُحبطة جداً للشخص المُصاب، نتيجة تأثيره في القدرة على الحركة إضافةً إلى الرعشة المستمرة، فهل له علاج؟


هل يوجد علاج للشلل الرعاش؟

لا يوجد علاج لشلل الرعاش حتى وقتنا الحالي، فالمرض مزمن ويستمر ويتطور مع مرور الوقت، لكن لحسن الحظ فإنه توجد عدة خيارات علاجية تمكّن من تخفيف الأعراض، وربما تحسين جودة الحياة أيضاً، ولكن يجدر الذكر أن كل مريض مختلف عن الآخر في هذا المرض، فكل شخص له أعراض تختلف عن الشخص الآخر، مما يعني أن العلاج قد لا يكون نفسه للجميع، والحاجة إلى إعطاء الخيار الأمثل حسب الحالة، وعلى العموم، تتضمن الخيارات العلاجية لشلل الرعاش ما يلي:[١][٢]

  • العلاج الدوائي: يعتبر دواء ليفادوبا (Levodopa) المعروف باسم سينميت العلاج الأساسي للشلل الرعاش، والذي يؤخذ عبر الفم لتحسين أعراض المرض الرئيسية، مثل الرعشة وتصلّب العضلات، وإلى جانب هذا الدواء قد توصف أدوية أخرى مع تطور المرض، منها محفزّات الدوبامين مثل براميبكسول (Sifrol)، أو سيليجيلين (Eldepryl)، أو راساجيلين (Azilect)، أو إنتاكابون (Comtan)، أو الأمانتدين (PK-Merz).
  • العلاج الجراحي: والتي يُلجأ إليها في حال أصبحت الأدوية غير فعالة في السيطرة على الأعراض، ويعد التحفيز العميق للدماغ المعروف بDBS من أشهر الخيارات العلاجية، حيث يعتمد على وضع أقطاب كهربائية في الدماغ لتثبيط الأعراض.
  • العلاج الطبيعي والرياضة: يُساعد النشاط البدني في توفير المرونة للعضلات، مما قد يقلل من تصلّبها، كما يمكن اللجوء إلى العلاج الطبيعي الذي يقوم على تكرار حركات معينة تحت إشراف مختص، وقد يُساعد في تحسين القدرة على الحركة.



إن الأبحاث والدراسات مستمرة لإيجاد حلول قد تكون أملاً في الشفاء من المرض.




مضخة الدوبامين لمرضى الشلل الرعاش

يتوافر حالياً شكل جديد لدواء الليفادوبا على شكل مضخة تعمل على ضخ الدواء عبر الجلد في البطن، حيث تُساعد في تخفيف المشاكل الحاصلة عند أخذ الدواء فموياً، مثلاً يواجه المُصابين عند استخدام دواء ليفادوبا فموياً فترات يتوقف فيها عمل الدواء، مما يعني عودة الأعراض مرة أخرى، وتسمى هذه الفترات بفترة OFF، وتُساعد هذه المضخة على تجنب مثل هذه المشاكل عبر تزويد الجسم بالدواء على فترات منتظمة، ومن الأمثلة على مضخة الدوبامين Duodopa، الذي فيه يتم وضع أنبوب في الأمعاء، يتصل مع مضخة خارجية محمولة مخزّن فيها الدواء على شكل جل.[٣][٤]



يوجد أيضاً دواء آخر يُسمى أبومورفين (لا علاقة له بالمورفين) يُحقن تحت الجلد، أو يُستخدم كمضخة للتخفيف من أعراض الشلل الرعاش مؤقتاً في غضون 10 دقائق، ويستمر مفعوله 40 دقيقة.




حلول جراحية للشلل الرعاش

قد يوصي الطبيب ببعض الحلول الجراحية في حال أصبحت الأدوية غير مفيدة في تخفيف الأعراض، لذا قد يلجأ إلى العلاج الجراحي لتحسين جودة الحياة، ومنها:[٥]

  • التحفيز العميق للدماغ DBS: وهو واحد من أشهر الخيارات الجراحية المتوافرة لمرض الشلل الرعاش، وأكثرها فعالية، يقوم مبدأ عمله على وضع أقطاب كهربائية في الدماغ تمنع وصول الإشارات المسببة لظهور أعراض الشلل الرعاش إلى الدماغ، مما يخفف الأعراض، وتوصل هذه الأقطاب الكهربائية بجهاز صغير يزرع تحت الجلد في الصدر، لكن يجدر الذكر أن هذا الخيار قد لا يكون متاحاً لجميع المرضى، لذا يجب مناقشة الأمر مع الطبيب لمعرفة ما إن كان مُناسب للحالة أم لا.
  • كي الكرة الشاحبة في الدماغ: وهو من الخيارات العلاجية القديمة التي تتضمن تدمير وكي مناطق من الدماغ مسؤولة عن ظهور أعراض الشلل الرعاش، دون التأثير في المناطق السليمة الأخرى، مما يحسّن من الرعشة، وبطء الحركة، وتصلّب العضلات، وتُعرف هذه الجراحة باسم كي الكرة الشاحبة (Pallidotomy)، كما تتوافر جراحة شبيهة بها لكن في منطقة أخرى تُسمى المهاد (Thalamotomy)، والتي تخفف من أعراض الرعشة فقط في الغالب.[٦]
  • الجاما نايف: (Gamma Knife)، لا يعتبر هذا الإجراء جراحياً، إذ يتضمن تسليط أشعة الجاما خارجياً في مناطق مُستهدفة من الدماغ لتخفيف أعراض الشلل الرعاش، ويُلجأ إليه لدى الأفراد غير المؤهلين لجراحة التحفيز العميق للدماغ، ولكن يعتبر هذا الإجراء أقل فعالية من التحفيز العميق للدماغ، وقد يحتاج عدة أشهر أو سنوات حتى يظهر تأثيره، إلا أن الآثار الجانبية الناجمة عنه أقل بكثير.[٧]


علاجات مُحتملة لمرض الشلل الرعاش

تُجري جمعية الباركنسون البريطانية تجارب على مجموعة من العلاجات المُحتملة للشلل الرعاش، والتي قد تكون أحد الحلول المستقبلية للإبطاء من تطور المرض أو حتى إيقافه، إلا أن نتائجها غير معروفة بعد، ومنها:[١]

  • الخلايا الجذعية: والتي تقوم على زراعة خلايا دماغية سليمة بدلاً من تلك المتضررة لدى مرض الشلل الرعاش.
  • العلاج الجيني: الذي قد يعمل على إعادة برمجة خلايا الدماغ للعمل بشكل سليم.
  • عوامل النمو: التي قد تحفّز نجاة ونمو خلايا الدماغ السليمة.


المراجع

  1. ^ أ ب "When will there be a cure for Parkinson's?", parkinsons, Retrieved 15/3/2022. Edited.
  2. disease can't be,changes, especially ongoing aerobic exercise. "Parkinson's disease", mayoclinic, Retrieved 15/3/2022. Edited.
  3. "Parkinson's disease", nhs, Retrieved 15/3/2022. Edited.
  4. "Apomorphine", healthnavigator, Retrieved 15/3/2022. Edited.
  5. "Surgery for Parkinson's Disease", webmd, Retrieved 15/3/2022. Edited.
  6. "Parkinson's Disease: Hope Through Research", ninds.nih, Retrieved 15/3/2022. Edited.
  7. "Parkinson's Disease and Gamma Knife Treatment", webmd, Retrieved 15/3/2022. Edited.