ما هو الشلل الرعاش

ما هو شلل الرعاش؟

شلل الرعاش المعروف بمرض باركنسون (Parkinson's Disease)، أحد الأمراض العصبية المزمنة التي تؤثر في حركة المُصاب، وقدرته على أداء أبسط المهام اليومية مثل المشي، عادةً ما يبدأ بظهور أعراض طفيفة لا يمكن مُلاحظتها، إلا أنها تتطور وتزداد سوءاً مع تقدم المرض، وتعد رعشة اليدين أو القدمين في وضع الراحة أهم العلامات الدالة على الإصابة بالمرض كما يشير الاسم (الرعاش)، كما يحدث تصلّب أو تيبّس في العضلات يحدّ من حركتها، ويجدر الذكر أن شلل الرعاش غالباً ما يُصيب كبار السن فوق عمر 50، إلا أنه يصيب الأصغر سناً أيضاً في حالاتٍ أقل.^[١]

سبب مرض شلل الرعاش

يعود سبب الإصابة بمرض شلل الرعاش إلى موت خلايا دماغية مسؤولة عن إنتاج هرمون الدوبامين، ويُعد هرمون الدوبامين أحد أهم الهرمونات المسؤولة عن تنظيم حركة العضلات، لذا فإن نقصان مستوياته مع تقدم المرض يسبب مشكلة في القدرة على التحكّم بهذه العضلات، وظهور أعراض مثل الرعشة أو التصلّب، ولم يستطع العلماء حتى وقتنا الحالي تحديد سبب موت هذه الخلايا، إلا أنه يُعتقد أنها ناجمة عن أمرين رئيسين، أولها العامل الجيني، فإذا كان هناك أحد أفراد العائلة مُصاب بشلل الرعاش، فإنه تزداد احتمالية الإصابة به، والثاني هو العامل البيئي المحيط بالفرد، فالتعرّض المفرط للمواد السامة أو المبيدات الحشرية قد يرفع من احتمالية الإصابة بالمرض مستقبلاً، ولكن بنسبة طفيفة جداً.^[٢][٣]

أعراض شلل الرعاش

تتضمن الأعراض الرئيسية لمرض شلل الرعاش الآتي:^[٤][٥]

• رعشة (رجفة) الأطراف في وضع الراحة، تبدأ في يد من جهة واحدة، ثم تمتد إلى الجهة الأخرى مع مرور الوقت، وقد تتضمن الرعشة الفك أو الساقين أيضاً.
• تيبّس العضلات وألمها، مما يحد من القدرة على المشي، وأداء المهام اليومية البسيطة، كفك أزرار القميص على سبيل المثال.
• بطء الحركة نتيجة تيبّس العضلات، وقد يتعرّض المُصاب إلى مواقف "انجماد" أثناء الحركة، أي أنه يتجمّد في مكانه لا يستطيع الحركة للأمام أو الخلف.
• مشاكل في التوزان بشكل صحيح، وانحناء وضعية الجسم.
• صعوبة التحدث بشكل صحيح، وخفة حدة الصوت مقارنةً بالسابق.
• أعراض أخرى، منها:
• انعدام تعابير الوجه، والابتسام أو رمش العيون ببطء.
• الإمساك.
• فقدان حاسة الشم.
• صعوبة البلع.
• التعرّق الشديد.
• مشاكل النوم.
• الاكتئاب.
• انخفاض ضغط الدم والدوخة.

تشخيص شلل الرعاش

لا يوجد فحوصات مخبرية أو تصويرية تمكّن من تشخيص مرض شلل الرعاش للأسف، لذا يعتمد الأطباء في التشخيص على الأعراض الظاهرة على المريض، واستبعاد احتمالية الحالات الأخرى مثل إصابات الرأس، أو الجلطة الدماغية، أو استخدام أنواع من الأدوية، إذ يتم إجراء الفحوصات التصويرية مثل التصوير الطبقي، أو التصوير بالرنين المغناطيسي في سبيل ذلك، كما قد تكون الصور الناجمة عن التصوير النووي PET مُساعدة في التشخيص، ولعل أبرز الطرق المؤكدة لتشخيص مرض شلل الرعاش تكون عبر إعطاء المُصاب أدوية الباركنسون (خاصةً الدواء الشهير ليفادوبا)، فإذا لوحظ تحسّن الأعراض بعد استخدامه، يتم تأكيد الإصابة، بينما يُلجأ لعمل المزيد من الفحوصات في حال لم تكن هناك استجابة للأدوية.^[٥][٦]

علاج شلل الرعاش

لا يوجد علاج شافٍ من مرض شلل الرعاش، ولكن يوجد أدوية تفيد في التخفيف من الأعراض، أبرزها دواء ليفادوبا (Levodopa)، المشهور بالاسم التجاري سينميت (Sinemet)، حيث يساعد هذا الدواء في زيادة مستويات الدوبامين في الدماغ، مما يحسّن من حركة المُصاب، وتخفيف تصلّب العضلات لديه.

يوجد أنواع أخرى من الأدوية (تُستعمل إلى جانب ليفادوبا) تؤثر في مستويات الدوبامين مساهمةً في ذلك تخفيف أعراض شلل الرعاش،^[٧] منها:^[٦]

• محفزّات مستقبلات الدوبامين: تستعمل في بداية المرض للسيطرة على الأعراض الطفيفة، أو إلى جانب دواء ليفادوبا مع تقدّم المرض، منها براميبكسول (Sifrol).
• مثبطات إنزيم COMT: وهو أحد الإنزيمات التي تكسّر الدوبامين في الدماغ، فتعمل هذه الأدوية على زيادة مستويات هرمون الدوبامين عبر منع ذلك، من الأمثلة عليها إنتاكابون (Comtan).
• مثبطات إنزيم MAO B: تعمل بنفس طريقة الدواء السابق، إذ أن هذا الإنزيم هو أحد الإنزيمات التي تكسّر الدوبامين أيضاً، ومن الأمثلة عليها سيليجيلين (Jumex) أو راساجيلين (Azilect).
• أمانتدين: (PK-Merz)، وهو دواء مُضاد للفيروسات، لكنه قد يكون مفيداً لبعض مرضى شلل الرعاش لسبب غير معروف.
• مضادات الكولين: لا تستخدم هذه الأدوية لكبار السن فوق عمر 70 عاماً لآثارها الجانبية عليهم، ومنها ترايهيكسفينيدل (Akisol).

التحفيز العميق للدماغ وشلل الرعاش

قد يُلجأ إلى جراحة تُسمى بالتحفيز العميق للدماغ DBS في حال عدم استجابة مريض شلل الرعاش للأدوية بعد فترة طويلة من استخدامها، إذ تقوم هذه الجراحة على وضع أقطاب كهربائية في جزء من الدماغ المسؤول عن الإصابة بالمرض، موصولة بجهاز كهربائي صغير الحجم يوضع في الصدر غالباً، حيث تُساعد هذه الأقطاب على إرسال إشارات كهربائية تثبّط الأعراض المرتبطة بشلل الرعاش، مثل الرعشة أو التصلّب.^[٨]

الوقاية من شلل الرعاش

لا توجد طريقة مثبتة علمياً للوقاية من مرض شلل الرعاش، لكن وجدت بعض الدراسات المحدودة أن الرياضة المنتظمة، والكافيين (القهوة، الشاي، الشوكولاتة)، والشاي الأخضر قد تساعد في تقليل فرص الإصابة.^[٣]