يؤثر مرض شلل الرعاش أو داء باركنسون (Parkinson’s disease) في كلّ شخصٍ بنحوٍ مختلف، لكن مهما كانت شدّة أعراض مرض شلل الرعاش، فهنالك بعض الأمور التي تساعد على تخفيفها والتّعايش معها، إلى جانب الالتزام بالأدوية الموصوفة، وهو ما سنتطرّق إليه في المقال.[١][٢]
تخفيف أعراض الشلل الرعاش
تُساهِم مجموعة النّصائح والتّدابير التالية في تخفيف حدّة أعراض شلل الرعاش، لكن لا بدّ من استشارة الطبيب حولها، والتي نذكرها آنفًا:
ممارسة التّمارين الرياضية بانتظام
يساعد تحريك عضلات الجسم يوميًا على تعزيز الصّحة بأكملها، كما أنها تمنح المرونة لمريض شلل الرعاش، وتُحقِّق له توزانًا أفضل في الحركة والمشي، وتخفِّف شعوره بالاكتئاب والقلق والتوتر، وتُحسِّن قدرته على استخدام عضلات أطرافه، ولا بدّ من مراجعة الطبيب أو أخصائي المعالج الفيزيائي لاختيار النوع الأنسب من التمارين الرياضية المُناسبة لحالة المريض، والذي قد ينصح بأحد التمارين التالية:[٢][١]
- المشي.
- البستنة ورعاية الحدائق.
- اليوغا.
- السّباحة أو التمارين المائية.
- الرقص.
الحركة بحذر
يمكن أن تكون مشاكل السّقوط خطرًا حقيقيًا لدى مرضى باركنسون، لذلك لا بدّ للمريض أن يكون حذرًا خلال حركته، وذلك يكون على النحو التالي:[٣][١]
- وضع الكعب أولاً على الأرض عند المشي، بدلاً من وضع القدم بأكملها، وتفادي الأحذية التي تلتصق بالأرض وتسبِّب التعثّر.
- تفادي الحركة السّريعة.
- الحفاظ على الوضعية المستقيمة أثناء المشي، والنّظر نحو الأمام بدلاً من الأسفل عند المشي.
- تفادي حمل الأشياء أثناء المشي، والامتناع عن المشي نحو الخلف.
- استخدام عصا أو مشّاية للمساعدة على الحركة.
- الجلوس بجانب السّرير لمدة 15 ثانية قبل الوقوف، والثبات لمدة 15 ثانية قبل المشي.
- في حالات الوقوف لفتراتٍ طويلة، فلا بدّ من المباعدة بين القدمين قليلاً لتحقيق توازنٍ أفضل.
النوم لفتراتٍ كافية
يمكن لمرض شلل الرعاش أن يُسبِّب مشاكل في النوم أو رؤية الكوابيس، ولتقليل ذلك يمكن القيام بما يلي:[١]
- خلق روتين مريح قبل النوم، والالتزام به كلّ ليلة.
- الالتزام بجدولٍ زمني للنوم، كالذّهاب إلى الفراش والاستيقاظ منه في نفس الوقت من كلّ ليلة.
- خفت الأضواء في الغرفة، وتفادي الشاشات الإلكترونية والسّاطعة وأجهزة الهواتف قبل النوم.
- تجنّب شرب الشاي أو القهوة أو الكحول أو ممارسة الرياضة قبل 4 ساعات على الأقلّ من النوم.
- استخدام السّرير للنوم فقط، وعدم مشاركته مع الحيوانات الأليفة.
- التحقق من ملاءمة الفراش والوسادة لدعم الجسم.
- أخذ قيلولةٍ خلال النهار بما لا يتجاوز 40 دقيقة.
اتباع نظام غذائي صحي
يُصاحب مرض شلل الرعاش مجموعةً من المشاكل الصّحية؛ كترقق العظام، أو الجفاف أو فقدان الوزن أو الإمساك، وبالرّغم من أنه لا يوجد نظامٌ غذائي مخصّص لمرض شلل الرعاش، إلا أنه يمكن تفادي بعض المشكلات الصّحية من خلال مجموعة الأمور التالية:[٤][١]
- تضمين أطعمة الحبوب الكاملة والخضراوات والفواكه يوميًا؛ مثل العنب والسّبانخ والشاي الأخضر.
- تحديد كمية الدهون الممكن تناولها.
- تقليل كمية السّكريات والملح والصّوديوم.
- الامتناع عن شرب الكحول.
- الإكثار من شرب الماء، على الأقلّ 8 أكواب يوميًا.
- تناول الأطعمة الغنيّة بفيتامين د، والمغنيسيوم، وفيتامين ك، والكالسيوم لتقوية العظام.
متابعة فريق علاج شلل الرعاش
يساعد العديد من المتخصّصين في تعليم المريض وتوجيهه إلى كيفية التعامل مع أعراض شلل الرعاش، وذلك يشتمل على ما يلي:[٤][١]
- العلاج الطّبيعي للمساعدة على الحركة بأقلّ مشاكل ممكنة.
- العلاج الوظيفي لتسهيل القيام بالأنشطة اليومية.
- علاج النطق لتحسين القدرة على الكلام والبلع.
- العلاج بمساعدة الحيوانات الأليفة لتحسين المزاج والمساعدة على الاسترخاء.
- الوخز بالإبر لتخفيف أيّة آلامٍ محتملة.
- التدليك لتخفيف تشنّج وتوتر العضلات.
- الرّعاية الصّحية العقلية، لتلبية احتياجات المريض الخاصّة، والسّيطرة على حياته.
العلاج بالأدوية
تُخفَّف الأدوية الموصوفة من الطبيب أعراض مرض شلل الرّعاش، مثل الرّجفة والهزّات والحركة المتكررة، إذ يعتمد اختيار نوع الدواء على الحالة الصّحية للمريض وعمره واحتياجاته الفردية، إذ تتراوح هذه الأدوية ضمن الفئات التالية:[٥][٦]
- ليفودوبا (Levodopa): يُستخدَم للسيطرة على مشاكل الحركة والهزات المتكررة لدى مرضى شلل الرعاش، إذ يتوافر على صورة حبوبٍ أو شراب، بحيث يتمّ تناوله لوحده، أو إلى جانب أدويةٍ أخرى مثل بنسيرازيد (Benserazide) أو كاربيدوبا (Carbidopa)، وقد يُسبَّب دواء ليفودوبا عددًا من الآثار الجانبية؛ كالتّعب أو الدّوخة.
- ناهضات الدوبامين (Dopamine Agonists): تُعطَى على نحوٍ أقلّ مقارنةً بدواء ليفودوبا، وقد يُسبِّب تناوله عددًا من الآثار الجانبية التي تزول مع مرور الوقت؛ كالشّعور بالمرض، ونشوء السّلوكيات القهرية كإدمان السّلوكيات الجنسية أو القمار، خصوصًا في الجرعات العالية.
- أدوية (MAO-B): مثل دواء سيليجيلين (Selegiline) أو راساجيلين (Rasagiline)، وهي بديلٌ لدواء ليفودوبا.
- أدوية (COMT): تمنع فئة هذه الأدوية تكسّر دواء ليفودوبا في الجسم، مما يضمن فعاليته.
- مضادات الكولين (Anticholinergics): تقلِّل الرّعاش وتيبّس وصلابة العضلات، لكن نظرًا لارتفاع معدّل الآثار الجانبية لهذه الأدوية؛ فقد تراجع استخدامها.
- أمانتادين (Amantadine): يُفيد في تقليل الآثار الجانبية كالحركات اللاإرادية التي يُسبِّبها دواء ليفودوبا.
- أدوية أخرى: مثل دواء أبومورفين (Apomorphine)، المتاح على صورة حقنةٍ تحت الجلد، أو حقنةٍ في الوريد عند الحاجة.
هل مرض شلل الرعاش قاتل؟
لا يعدّ مرض شلل الرعاش بحدّ ذاته قاتلاً، إلا أنّ المشكلات المرتبطة به يمكن أن تقلل متوسط العمر للفرد، بمقدار 1-2 سنة، وذلك بالاعتماد على درجة المرض لدى المُصاب.[٧]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح "Tips for Living With Parkinson’s Disease", www.webmd.com, Retrieved 7/3/2022. Edited.
- ^ أ ب "Living with -Parkinson's disease", www.nhs.uk, Retrieved 7/3/2022. Edited.
- ↑ "Living With Parkinson's Disease", www.ucsfhealth.org, Retrieved 7/3/2022. Edited.
- ^ أ ب "LEARNING HOW TO MANAGE DAILY LIVING WITH PARKINSON’S", www.apdaparkinson.org, Retrieved 7/3/2022. Edited.
- ↑ "Prescription Medications", www.parkinson.org, Retrieved 7/3/2022. Edited.
- ↑ "Parkinson's Disease", my.clevelandclinic.org, Retrieved 7/3/2022. Edited.
- ↑ "What’s the Life Expectancy for Parkinson’s Disease?", www.healthline.com, Retrieved 7/3/2022. Edited.