يخلط الكثير من الأشخاص بين التوحد وصعوبات التعلم، خاصةً أنّ الأعراض تظهر في مرحلة الطفولة وتستمر طوال حياة المصاب في كلتا الحالتين، كما يُؤثر كلٌ من التوحد وصعوبات التعلم على الطريقة التي يتواصل أو يتفاعل بها المصاب مع الآخرين والعالم من حوله، وفي كثيرٍ من الحالات قد يُعاني المصاب من كلتا الحالتين معًا،[١] ولكن في هذا المقال سنتعرف على الفرق بين التوحد وصعوبات التعلم بالتفصيل.


ما الفرق بين التوحد وصعوبات التعلم؟

يختلف التوحد عن صعوبات التعلم كثيرًا؛ فهما حالتان مرضيتان مختلفتان تمامًا، وفيما يأتي سنوضح ذلك:


التوحد

يُسبب التوحد مشاكل في التفاعل والتواصل الاجتماعي، إلى جانب القيام بنمطٍ محددٍ ومكررٍ من السلوكيات كالدوران مثلًا،[٢] ولا يؤثر التوحد على قدرة الطفل المصاب على التعلم؛ فمثلًا قد يكون أداؤه الأكاديمي مرتفعًا جدًا، كما قد يستطيع التعلم بسرعة،[٣] ولكن لا يُمكنه تطبيق ما يتعلمه وتوظيفه في حياته اليومية، خاصةً خلال المواقف الاجتماعية المختلفة.[٢]


صعوبات التعلم

على عكس الطفل المصاب بالتوحد، قد يمتلك الطفل المصاب بصعوبات التعلم أصدقاء كثيرين، ولكن تحصيله الدراسي قد يكون منخفضًا؛ فمثلًا لا يُمكنه القراءة بطلاقة،[٣] وتقسم صعوبات التعلم إلى عدة أنواع، أهمها:[٤]

حيث لا يستطيع الطفل المصاب التعرف على الحروف والكلمات.

حيث لا يستطيع الطفل حل المسائل الحسابية البسيطة أو العد تصاعديًا.

  • عسر الكتابة:

حيث يُواجه الطفل صعوبة في الكتابة والإملاء، كما أنّ خطه يكون سيئًا وغير مفهوم.


هل تختلف أعراض التوحد عن أعراض صعوبات التعلم؟

نعم، ولكن قد تتشابه بعض الأعراض بين الحالتين؛ ففي كلتا الحالتين قد يُواجه المصاب مشاكل في فهم لغة جسد الآخرين ونبرة صوتهم، كما قد يُعاني من صعوبة في توضيح أفكاره أو مشاعره،[٤] ولكن بشكلٍ عام يُمكن بيان الفرق بين الأعراض من خلال الآتي:


أعراض التوحد

تختلف أعراض التوحد التي تظهر على الطفل المصاب من حالة لأخرى، ولكنها بشكلٍ عام تتضمن الآتي:[٥]

  • يتجنب التواصل البصري مع الآخرين.
  • لا يستجيب عند سماع اسمه، مع أنّه عمره يزيد على 9 أشهر.
  • لا يهتم باللعب مع الآخرين أو التفاعل معهم.
  • يُرتب ألعابه بصورة معينة، وينزعج كثيرًا عندما يُغير الآخرون ترتيبها.
  • يُكرر بعض التصرفات أو الجمل باستمرار.
  • يهتم ببعض الأشياء، ويكون مهووسًا بها.
  • تكون ردة فعله غير طبيعية تجاه بعض الأشياء التي يشمها أو يتذوقها أو يلمسها.


أعراض صعوبات التعلم

تختلف الأعراض باختلاف نوع صعوبات التعلم، ولكن عادةً يُعاني الطفل المصاب من الأعراض الآتية:[٦]

  • يتصرف باندفاع دون أن يفكر بالعواقب.
  • لا يستطيع التركيز؛ فهو يتشتت بسرعة.
  • يقول بعض الكلمات بصورة خاطئة.
  • يتصرف بطفولية مقارنةً بعمره.
  • يواجه صعوبة في تعلم بعض الكلمات والمفاهيم.
  • يُعاني من مشاكل أو ضعفٍ في الذاكرة.
  • لا يستطيع اتباع روتين معين أو تنظيم حياته.


كيف يُمكن معرفة الإصابة بالتوحد أو صعوبات التعلم؟

لا يُمكن الاعتماد على الأعراض وحدها لتشخيص الحالتين، بل يجب مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة، وسنبين فيما يأتي ذلك:


تشخيص التوحد

لا يُوجد فحص محدد لتشخيص التوحد، لذا عادةً يعتمد الطبيب على الطرق الآتية:[٧]

  • طرح بعض الأسئلة على الوالدين؛ لمعرفة مهاراته الاجتماعية وكيفية تطورها.
  • إجراء اختبارات عديدة لتقييم السمع، واللغة والتفاعل مع الطفل وتقييم أدائه.
  • فحوصات جينية لاستبعاد الحالات الصحية الأخرى.


تشخيص صعوبات التعلم

يقوم الطبيب عادةً بإجراء اختبارٍ لمعدل ذكاء الطفل (IQ) أولًا، ثم يُجري اختبارًا تحصيليًا لتقييم مهارات الطفل الأساسية في الحساب، والقراءة والكتابة، وعادةً يمتلك الطفل المصاب بصعوبات التعلم معدل ذكاء متوسط أو أعلى، ولكن ذلك لا يظهر في الاختبار التحصيلي؛ فمثلًا تكون علامته في الحساب أو القراءة متدنية جدًا مثلًا.[٨]


كيف يمكن علاج التوحد وصعوبات التعلم؟

يضع الطبيب خطة علاجية خاصة تُناسب احتياجات الطفل المصاب في كلتا الحالتين، وفيما يأتي بيانٌ لطرق علاج كل منهما:


علاج التوحد

يلجأ الطبيب إلى الطرق الآتية عادةً لعلاج هذه الحالة:[٩]

  • العلاجات السلوكية والاتصالية:

تركز هذه العلاجات على تخفيف السلوكيات الناجمة عن التوحد، كما تُعلم الطفل مهاراتٍ جديدة والطريقة الصحيحة لتوظيفها في المواقف الاجتماعية.

  • العلاجات التربوية:

تتضمن القيام بأنشطةٍ معينة تهدف إلى تحسين المهارات الاجتماعية وسلوك الطفل المصاب.

  • العلاج الأسري:

يتم تعليم الوالدين الطرق الصحيحة للتفاعل مع ابنهم المصاب.

  • علاجات أخرى:

كعلاج النطق أو العلاج الوظيفي، والذي يُعلم الطفل المصاب كيفية الاعتماد على نفسه.


علاج صعوبات التعلم

يُمكن الاستعانة بأخصائي تدريب القراءة أو مدرسٍ خاص للرياضيات لتعليم الطفل بشكلٍ فردي؛ فهذا سيُساعده على تحسين مهاراته الأكاديمية، كما قد تساعد التغييرات الآتية في الغرفة الصفية:[١٠]

  • الجلوس بالقرب من المعلم.
  • منح الطفل وقتًا إضافيًا لإتمام الواجبات أو الاختبارات.
  • استخدام الحاسوب أثناء الدراسة.
  • توفير كتب صوتية للطفل إذا كان لا يستطيع القراءة.


المراجع

  1. "Autism and Learning Disabilities: What’s the Difference?", welldoing, Retrieved 11/12/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "Autism spectrum disorder", mayoclinic, Retrieved 11/12/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "How to Differentiate Autism from a Learning Disability", disabilityhelp, Retrieved 11/12/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "How to Differentiate Autism from a Learning Disability", additudemag, Retrieved 11/12/2022. Edited.
  5. "Signs and Symptoms of Autism Spectrum Disorder", cdc, Retrieved 11/12/2022. Edited.
  6. "What are some signs of learning disabilities?", nichd.nih, Retrieved 11/12/2022. Edited.
  7. "Autism spectrum disorder", mayoclinic, Retrieved 11/12/2022. Edited.
  8. "Diagnosing a Learning Disability", healthychildren, Retrieved 11/12/2022. Edited.
  9. "Autism spectrum disorder", mayoclinic, Retrieved 11/12/2022. Edited.
  10. "Learning disorders: Know the signs, how to help", mayoclinic, Retrieved 11/12/2022. Edited.