يُعرف التوحد باسم اضطراب "الطيف" نظرًا لوجود تباين كبير في أنواعه وشدة الأعراض التي يعاني منها الشخص، وعلى الرغم من أن اضطراب طيف التوحد يمكن أن يكون اضطرابًا مدى الحياة، إلا أن أساليب العلاج المُختلفة يمكن أن تحسن من الأعراض، ونوعية الحياة للمريض،[١] فما هو اضطراب طيف التوحد؟


اضطراب طيف التوحد

هو اضطراب يُحدث إعاقة في تطور نمو الطفل، حيث يُواجه الطفل صعوبة في التواصل الاجتماعي مع الآخرين، والتفاعل معهم، والتصرف بشكل سليم، حيث يتفاعل ويتصرف بشكل مُختلف عن الآخرين، وتتراوح قدرته على التعلم، والتفكير، وحل المشكلات، من موهوب إلى فرد يواجه تحديات شديدة، ويحتاج إلى الكثير من المساعدة في حياته اليومية.[٢]


على أي عمر تبدأ أعراض اضطراب طيف التوحد؟

تظهر أعراض التوحد عادةً قبل عمر السنتين، ولكنّ بعض الأطفال الآخرين، قد يتطورون بشكل طبيعي، في أول أشهر أو سنوات من عمرهم، إلا أنهم يتوقفون عن التطور فجأة، أو ينسون المهارات التي تعلموها، أو يُصبحون عدوانيين فجأة.[٣]


أعراض اضطراب طيف التوحد

فيما يلي أعراض طيف التوحد مصنفة حسب مهارات التواصل الاجتماعي، وحسب سلوكيات الفرد، وهي بالتفصيل كالآتي:[٤]

  • من حيث التواصل والتفاعل الاجتماعي: قد يعاني الطفل أو البالغ المصاب باضطراب طيف التوحد من مشاكل في التفاعل الاجتماعي ومهارات الاتصال، ويشمل ذلك الأعراض التالية:
  • لا يستجيب لاسمه عند مناداته، كأنه لا يسمع الشخص المُقابل.
  • يقاوم الاحتضان أو محاولات الإمساك به، ويفضل اللعب بمفرده.
  • قدرته على الاتصال بالعين ضعيفة.
  • افتقاره لتعبيرات الوجه.
  • لا يتكلم، أو يتأخر في الكلام، أو يفقد قدرته على نطق الكلمات أو الجمل فجأة.
  • لا يمكنه بدء محادثة أو الاستمرار فيها.
  • يتحدث بنبرة غير طبيعية، وقد يستخدم صوتًا رنانًا أو خطابًا يشبه الروبوت.
  • يكرر الكلمات أو العبارات حرفياً، دون فهم كيفية استخدامها.
  • لا يبدو أنه يفهم الأسئلة أو التوجيهات البسيطة.
  • لا يعبر عن انفعالاته أو مشاعره.
  • لا يُدرك مشاعر الآخرين.
  • لا يشير إلى الأشياء، أو يجلبها لمشاركة الاهتمام.
  • يتعامل بشكل غير لائق اجتماعياً من خلال كونه سلبيًا، أو عدوانيًا، أو مزعجًا.
  • لديه صعوبة في تفسير تعابير وجه الآخرين، أو تمييز نبرة الصوت.
  • من حيث أنماط السلوك المُحددة والمتكررة: قد يكون لدى الطفل أو البالغ المصاب باضطراب طيف التوحد أنماط سلوك، أو اهتمامات، أو أنشطة محدودة ومتكررة، وهي كالآتي:
  • تكرار بعض السلوكيات مثل تكرار بعض الكلمات أو تكرار حركات مُعينة، كالاهتزاز للأمام والخلف، والدوران، ورفرفة اليدين.
  • القيام بأنشطة قد تسبب إيذاء النفس، مثل العض أو ضرب الرأس.
  • تبني طقوس معينة والشعور بالانزعاج من حدوث أي تغير طفيف بها.
  • يعاني من مشاكل في التنسيق مثل التحرك بطريقة خرقاء، أو المشي على أصابع القدمين.
  • أن يكون لديه اهتمام قوي دائم بموضوعات معينة، مثل الأرقام، أو التفاصيل، أو الحقائق.
  • الاهتمام بشكل مفرط بتفاصيل جسم معين، أو حركته، مثل دوران عجل سيارة اللعبة الخاصة به.
  • فقدان القدرة على تقليد الآخرين، أو الانخراط في ألعاب تعتمد على التقليد.
  • الحساسية للضوء، أو الضوضاء، أو الملابس، أو درجة الحرارة.
  • يُفضل تناول أطعمة معينة، مثل تناول القليل من الأطعمة فقط، أو رفض تناول أطعمة ذات قوام معين.


أسباب اضطراب طيف التوحد

إلى الآن لم يُعرف السبب الرئيسي للإصابة بطيف التوحد، إلا أن العلماء أعزو الإصابة به إلى اجتماع عدد من العوامل الوراثية والبيئية، ومن هذه العوامل ما يلي:[٥]

  • إصابة أحد أفراد العائلة بطيف التوحد.
  • حدوث بعض الطفرات الجينية.
  • إصابة الطفل باضطراب وراثي، مثل اضطراب كروموسوم (X) الهش.
  • أن تكون مولودًا لأبوين كبار في السن.
  • انخفاض الوزن عند الولادة.
  • تعرّض الطفل أو الأم الحامل للتسمم بأحد المعادن الثقيلة مثل الرصاص.
  • إصابة الأم بأحد الالتهابات الفيروسية.
  • تناول الأم لأحد أدوية علاج الصرع، أو غيرها.


دواعي مراجعة الطبيب

يُفضل مراجعة الطبيب أو أخصائي التربية بأقرب وقت في حال ظهور إحدى العلامات التالية على الطفل:[٤]

  • لا يستجيب بابتسامة، أو تعبير سعيد ببلوغه الـ 6 أشهر.
  • لا يقلد الأصوات أو تعابير الوجه في عمر الـ 9 أشهر.
  • لا يثرثر أو يهدل ببلوغه الـ 12 شهرًا.
  • لا تقوم بالإيماءات، مثل الإشارة أو التلويح، ببلوغه 14 شهرًا.
  • لا يقول كلمات منفردة ببلوغه 16 شهرًا.
  • لا يلعب لعبة "التظاهر" ببلوغه 18 شهرًا.
  • لا يقول جمل من كلمتين قبل 24 شهرًا.
  • يفتقد المهارات اللغوية، أو الاجتماعية في أي عمر.


تشخيص اضطراب طيف التوحد

يستخدم أخصائي علاج نفسي، أو أخصائي تربية إحدى أدوات التقييم، لتقييم الطفل أو الشخص البالغ بشكل دقيق، مثل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، ويتم التقييم من خلال طرح أسئلة تتعلق بما يلي:[٦]

  • السؤال عن المشاكل التي يواجهها الطفل أو الشخص في حياته اليومية.
  • السؤال عن كيفية تفاعل الشخص أو الطفل مع من حوله.
  • التحدث إلى الأشخاص الذين يعرفون الشخص أو الطفل جيدًا، مثل العائلة أو الأصدقاء، أو الطبيب، أو معلمي الطفل.
  • عقد جلسة يتم فيها مراقبة تصرفات الطفل أو الشخص البالغ، وتقييمها.
  • في نهاية التقييم، سيُكتب تقرير يوضح ما إذا كان الشخص أو الطفل مصابًا بالتوحد.


علاج اضطراب طيف التوحد

لا يوجد علاج جذري لاضطراب التوحد، إلا أن العلاج يهدف للتخفيف من طبيعة الأعراض، ولتحسين جودة حياة المريض، ومساعدته على ممارسة مهام حياته اليومية بشكل طبيعي، ومن الطرق العلاجية المُتبعة ما يلي:[٧]

  • العلاج السلوكي والمعرفي: ويتم العلاج من خلال تحديد وتغيير الأفكار التي تؤدي إلى المشاعر أو السلوكيات المُتبناة في مواقف معينة.[٨]
  • التدخل المبكر: ويتم من خلال التشخيص المُبكر للاضطراب خلال المرحلة العمرية من 2 -3 سنوات، وبداية الرحلة العلاجية فيها، وهو من أنجح طرق العلاج وأكثرها فعالية، حيث يكون دماغ الطفل في هذه المرحلة أكثر تقبلاً وطواعية للتغيير.[٩]
  • العلاجات التعليمية والمدرسية: والتي تتم بالتعاون مع المدرسة والمعلمين.[١٠]
  • علاج الانتباه المشترك: يهتم هذا العلاج بتعليم مهارات التواصل، واللغة والتركيز على تعليمه الإشارة للأغراض، وإظهار التعابير، وكيفية التعامل مع الأغراض.[١١]
  • تدريبه على المهارات الاجتماعية، وعلاج النطق واللغة.[٧]
  • الأدوية: والتي قد يصفها الطبيب المُختص في بعض الحالات.[٧]
  • العلاج الغذائي: من المهم تصميم وجبات خاصة لمصاب بالتوحد، خاصة إذا كان لا يتقبل إلا تناول أنواع معينة من الطعام، وذلك بهدف التأكد من أنه لا يزال يحصل على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها للنمو.[١٢]
  • العلاج الطبيعي: وذلك لتعليم الطفل السيطرة على عضلاته، وتقويتها، وتحسين وقفته، وتوازنه عند الوقوف والحركة.[١٣]
  • العلاج بوساطة الوالدين: يتم في هذا النوع تعليم الآباء تقنيات العلاج التي يُمكن استخدامها في المنزل، لمُساعدة الطفل على التطور بشكل أفضل.[١٤]


مميزات يتمتع بها مرضى طيف التوحد

على الرغم من أن الأشخاص المصابين بالتوحد يواجهون العديد من التحديات، إلا أنهم يتمتعون أيضًا بالعديد من نقاط القوة، بما في ذلك:[١]

  • القدرة على تعلم الأشياء بالتفصيل، وتذكر المعلومات لفترات طويلة من الزمن.
  • سرعة التعلم عن طريق الرؤية والسمع.
  • التفوق في الرياضيات، والعلوم، والموسيقى، والفن.


المراجع

  1. ^ أ ب is known as a,symptoms and ability to function. "Autism Spectrum Disorder", nih, Retrieved 7/3/2022. Edited.
  2. "What is Autism Spectrum Disorder?", cdc, Retrieved 7/3/2022. Edited.
  3. "What Are Causes and Symptoms of Autism?", webmd, Retrieved 7/3/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "Autism spectrum disorder", mayoclinic, Retrieved 7/3/2022. Edited.
  5. "Everything You Need to Know About Autism Spectrum Disorder (ASD)", healthline, Retrieved 7/3/2022. Edited.
  6. "How to get diagnosed", nhs, Retrieved 7/3/2022. Edited.
  7. ^ أ ب ت "What are the treatments for autism?", nichd, Retrieved 7/3/2022. Edited.
  8. "Cognitive Behavior Therapy for Autism", nih, Retrieved 7/3/2022. Edited.
  9. "Early Intervention for Autism", nih, Retrieved 7/3/2022. Edited.
  10. "Educational and School-Based Therapies for Autism", nih, Retrieved 7/3/2022. Edited.
  11. "Joint Attention Therapy for Autism", nih, Retrieved 7/3/2022. Edited.
  12. "Nutritional Therapy for Autism", nih, Retrieved 7/3/2022. Edited.
  13. "Physical Therapy for Autism", nih, Retrieved 7/3/2022. Edited.
  14. "Parent-Mediated Therapy in Autism", nih, Retrieved 7/3/2022. Edited.