ما هو عسر الكلام؟

عسر الكلام (Dysphasia)، أو ما يُسمى بالحبسة الكلامية (Aphasia) هي واحدة من المشاكل المتعلقة بمعالجة اللغة، والتي تؤثر في قدرة المصاب على التعبير عن نفسه أو فهم اللغة المنطوقة أو المكتوبة، وعادةً ما تحدث هذه المشكلة نتيجةً لتعرّض الجانب الأيسر من الدّماغ لإصابةٍ ما.[١]


أنواع عسر الكلام

يُقسم عسر الكلام لـ 3 أنواع رئيسية اعتمادًا على الأعراض الظاهرة،[٢] وفيما يأتي توضيحًا لها:

  • عسر الكلام الذي يعاني المصاب من صعوباتٍ في فهم اللغة أو تلقّيها من الآخرين؛ إذ يشعر وكأن الأشخاص حوله يتحدثون بلغةٍ غريبةٍ لا يستطيع فهمها، كما يواجه صعوبة في القراءة بصوتٍ عالٍ، إلى جانب سرعة نسيانه للمعلومات.[٢]
  • عسر الكلام التعبيري الذي يعاني المصاب من صعوبة في التعبير عن نفسه بالكلمات، أو التحدث شفهيًا، أو التواصل مع الآخرين على الإطلاق، وفي بعض الأحيان قد يستطيع التحدث ولكن يواجه صعوبة في إيجاد الكلمات الصحيحة التي يُريد استخدامها، أو يستخدم كلماتٍ مُعاكسةٍ للكلمات التي يريدها.[٢]
  • عسر الكلام الذي يجمع بين أعراض النّوعين السّابقين، ويعاني المصاب به من صعوبة في تكوين العديد من الكلمات أو الجُمل المتماسكة، بالإضافة لصعوبة في فهم الآخرين، ويُمكن أن يُصبح عسر الكلام العالمي أقل حدة بمرور الوقت، كما يُمكن أن يختفي تمامًا بعد نوبة صداع نصفي أو نوبة صرع.[٣]
  • عسر الكلام الذي يزداد حدّة مع مُرور الوقت، ويكون هذا النّوع خفيفًا في البداية، ثم يُصبح أكثر حدة بمرور الوقت، وقد يتمكّن المصابون به من فهم الآخرين، ولكن كلامهم وكتاباتهم تزداد سوءًا مع التقدم في العمر.[٣]




هُناك نوع آخر من عُسر الكلام يُعاني فيه الفرد من صعوبة في تذكّر وقول الكلمات المُفردة؛ إذ يكون قادرًا على التحدث بوضوح وتشكيل جُمل مفهومة، ولكنه ينسى الكلمات الشائعة للأشخاص، أو الأماكن، أو الأشياء.




أعراض عسر الكلام

صعوبة التحدث، والتعبير، وفهم اللغة المنطوقة هي من أكثر أعراض عسر الكلام شيوعًا، بالإضافة لذلك يُظهر المصابون بعسر الكلام رغبةً كبيرةً في الانعزال عمّن حولهم بسبب صعوبة تواصلهم مع الآخرين، وعادةً ما تختلف أعراض عسر الكلام وشدتها من حالةٍ لأخرى اعتمادًا على الأجزاء المصابة من الدماغ وشدّة الإصابة،[٤][٥] وفيما يأتي أبرز علامات عسر الكلام المتعلقة باللفظ والفهم:


العلامات اللفظية لعسر الكلام

يُذكر من أبرز العلامات اللفظية الدالة على الإصابة بعسر الكلام ما يأتي:[٤]

  • التحدث ببطء وصعوبةٍ كبيرة.
  • التحدث بطلاقة ولكن لا يكون للكلام أي معنى.
  • صعوبة في تذكّر الكلمات، واستخدام كلماتٍ محدودة.
  • استخدام القواعد النحوية بشكلٍ سيءٍ عند تكوين الجُمل.


علامات عسر الكلام المتعلقة بالفهم

يُذكر من أبرز علامات عسر الكلام المتعلقة بالفهم ما يأتي:[٤]

  • صعوبة في فهم اللغة المنطوقة.
  • صعوبة في فهم الكلام السريع، أو القواعد المُعقدة في الكلام.
  • صعوبة في معالجة وتذكّر الجمل الطويلة.
  • تفسير الجُمل بشكلٍ خاطئ.


أسباب عسر الكلام

عادةً ما يحدث عسر الكلام نتيجةً لتعرّض الجانب الأيسر من الدّماغ لإصابةٍ معينة، والذي يُعد الجزء المسؤول عن الجانب الأيمن من الجسم، كما يتحكم باللغة والتواصل مع الآخرين،[٦] ويُذكر من المشاكل والحالات الصحية التي قد تُسبب عسر الكلام ما يأتي:[٧]

  • السكتة الدّماغية (Stroke).
  • إصابة الرأس أو الدّماغ.
  • سرطان الدّماغ.
  • الأمراض العصبية؛ كالتهاب السحايا (Meningitis).
  • الخَرَف (Dementia).


تشخيص عسر الكلام

في الحالات التي يحدث فيها عسر الكلام فجأةً دون التعرّض لأي إصابةٍ في الرأس، يُجري الطبيب مجموعة من الفُحوصات للكشف عن سبب حدوث ذلك؛ كإجراء الفحص البدني، واختبارات ردود الفعل، وصُور الرنين المغناطيسي (MRI).[٤]


كيفية التعامل مع مصابي عسر الكلام

يُمكن أن يُساعد اتّباع أفراد أسرة المصاب بعسر الكلام بعض الخطوات والتدابير على دعمه وتشجيعه على التواصل مع الآخرين بشكلٍ أفضل،[٨] وفيما يأتي أبرز هذه الخطوات:

  • التحدث ببطء وبلغةٍ بسيطةٍ ومفهومةٍ مع المصاب.[٨]
  • إعطاء المصاب وقتًا كافيًا للتحدث وصياغة أفكاره، وكذلك لفهم ما يُقال له ليتمكن من الرد.[٨]
  • استخدام جملًا قصيرةً أثناء التحدث معه.[٨]
  • التقليل من أي ضوضاء، أو أي أمور أخرى قد تُشتت انتباه المصاب أثناء التحدث والفهم.[٨]
  • استخدام جميع أشكال التواصل لتعزيز ودعم الشيء الذي تقوله؛ كاستخدام الإيماءات أو أدوات الرسم.[٨]
  • تجنّب مقاطعة المصاب أثناء التحدث، وسؤاله عمّا إذا كان بحاجةٍ للمساعدة قبل تقديمها له.[٨]
  • تشجيع المصاب على استخدام الإيماءات؛ كحركات اليد، أو تعابير الوجه.[٥]
  • التأكد من أن المصاب يُمكنه رؤية وجهك بسهولةٍ أثناء الحدث معه لفهم تعابير وجهك، وفي المقابل أن تنظر إليه بالمثل عندما يبدأ هو بالتحدث.[٥]
  • استخدام أنظمة اتصال بديلة في حال كان ذلك مناسبًا للمصاب؛ كالتعبير بالكتابة، أو من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي.[٨]
  • طرح أسئلة دقيقة للمصاب لا تتطلب الإجابة إلّا بنعم أو لا، بدلًا من طرح الأسئلة المفتوحة التي تحتاج لإجاباتٍ أطول.[٨]
  • تجنّب طرح الأسئلة بسرعةٍ كبيرةٍ؛ إذ قد يُسبب ذلك الإحباط للمصاب.[٨]
  • تشجيع المصاب على التحدث، وتقبّل كل ما يحاوله لتوصيل أفكاره.[٥]
  • تضمين المصاب في جلسات المحادثات.[٥]


هل يُمكن علاج عسر الكلام تمامًا؟

يعتمد علاج عسر الكلام على نوعه، ويُمكن لاختصاصي أمراض النطق واللغة وضع استراتيجيات وتمارين لمساعدة المصاب على تذكّر الكلمات، ويُمكن أن تكون جلسات العلاج فردية أو جماعية، وفي بعض الأحيان قد يتحسّن عسر الكلام من تلقاء نفسه دون علاج.[٣]


المراجع

  1. "Dysphasia", nhs, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "What Is Dysphasia? - Definition, Causes & Symptoms", study, 11/10/2021, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت Dan Brennan (19/4/2021), "What Is Dysphasia?", webmd, Retrieved 26/12/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Dysphasia", topdoctors, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Dysphasia", epworth, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  6. Sima Ormazdi,, 1034- V1 Dysphasia (also known as Aphasia).pdf "Dysphasia (also known as Aphasia)", nhs, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  7. "What is Dysphasia?", nhs, 15/5/2018, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "Top Tips for supporting someone with Aphasia", allied-services, 31/5/2020, Retrieved 16/12/2021. Edited.